صوت الجامعة المغربية
- الإعلانات -

“برامـج التجسّس الصهيونية: الجميعُ في خطر” بقلم البراء حمان

عرفَتْ السنوات القليلة الماضية جدلاً واسعاً حول برامج تجسسية أنتجتها كبرى شركات التجسس داخل الكيان المحتل؛ وفي طليعتها برنامج “بيغاسوس” من خلال تطوير مجموعة NSO والذي يقدر ثمنه ب 55 مليون دولار.

ما مدى قوة البرامج التجسسية؟

بعد العديد من الأبحاث وصرخات العديد من المنظمات الحقوقية كمنظمة “هيومن رايتس ووتش الحقوقية” التي نددت بالأمر، وشددت في عدد من تصريحاتها أن على الدول حظر بيع وتصدير ونقل واستخدام تكنولوجيا المراقبة، حتى تُطبَّق مجموعة من الضمانات الحقوقية، نظرا لخطورتها وقوة فعاليتها.
يتم الاختراق بالبرامج التجسسية وخاصة “بيغاسوس” بطرق لا يمكن أن ينتبه لها الضحية، كل هذا بدقة وجودة عالية.
حيث قالت شركة “كاسبرسكي” (Kaspersky) -المختصة في برامج الحماية من الفيروسات أن “بيغاسوس” من نوع “البرامج الضارة المعيارية” (modular malware)؛ حيث يقوم أولا بـ”مسح” (Scan) الجهاز المستهدف، ثم يثبت الوحدة الضرورية لقراءة رسائل المستخدم وبريده الإلكتروني، والاستماع إلى المكالمات، والتقاط صور للشاشة، وتسجيل نقرات المفاتيح، وسحب سجل متصفح الإنترنت، وَجِهات الاتصال.
كما أن بإمكانه الاستماع إلى ملفات الصوت المشفرة، وقراءة الرسائل المشفرة بفضل قدراته على تسجيل نقرات المفاتيح وتسجيل الصوت، حيث يسرق الرسائل قبل تشفيرها، ثم يقوم خبراء التشفير بفك تشفيرها.

كيف يتم اختراق الضحايا؟

توجد العديد من الطرق المعقدة، والبسيطة؛ التي يتم تطويرها، والبحث عن طرق أخرى بشكل دائم ومستمر. ومن بين هاته الطرق أن يتم إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى الضحية تضم رابطا مشبوها، وعند النقر عليه يتم تثبيت الفيروس في الجهاز.
كذلك يمكن بمجرد الاتصال بالشخص المستهدف عبر تطبيق “واتس اب”، أن ينزل ‏الفيروس سرا على هاتفه حتى لو لم يرد على المكالمة‎ والتي تدخل ضمن التقنية المعروفة ب” zero-dayزيرو- داي”.
ومؤخرا تمكنتْ هذه الشركات من الوصول للهدف عبر تطبيق الرسائل النصية؛ والذي من المحتمل أن يمنحها ذلك إمكانية ‏الوصول تلقائيا إلى مليار جهاز “آي فون” قيد الاستخدام حاليا!.

ما مدى حجم الإستهداف؟

استهدفت مجموعة من البرامج “الصهيونية/ الإسرائيلية” شخصيات سياسية وحقوقية كبرى في العديد من الدول، وكانت وزارة الخارجية الفنلندية أعلنت الشهر الماضي أن هواتف نقالة تابعة لعدد من دبلوماسييها تعرضت للتجسس باستخدام برنامج “بيغاسوس”.
وأظهرت لوائح نُشرت تضم 50 ألف جهة تعرضت للتجسس في مختلف أنحاء العالم، من بينهم صحفيون وشخصيات سياسية وناشطون حقوقيون، مما يظهر خطورة الأمر، والضرب المباشر للخصوصية الفردية والحريات.
ولم يسلم الشرق الأوسط وخاصة المغرب من ذلك، فقد عرف تحقيق صحافي دولي نشرته مؤسسات إعلامية دولية بتعاون مع مؤسسة ” Forbidden Stories” حول استخدام برمجيات NSO الصهيونية للتجسس “بيغاسوس” (Pegasus) على أن المغرب حاول التنصت على 10 آلاف رقم هاتفي، حيث استهدف الصحفي المغربي عمر الراضي حسب منظمة العفو الدولية.
وتشير كذلك معلومات مختصة إلى أن البرنامج استهدف عدد من زملائه وهمَا: توفيق بوعشرين، علي عمار، ومدير موقع “بديل” حميد المهداوي، ومراسل وكالة فرانس برس السابق عمر بروكسي.
الصحفيون المغاربة ليسوا الوحيدين الذين يحظون باهتمام أجهزة الاستخبارات، بل هناك شخصيات عامة أيضا وفي دول أخرى تعرضت للتجسس بواسطة “بيغاسوس”.
أصبح الأمر يطرح مخاوف كبيرة والعديد من التساؤلات لدى الأفراد، إن كان الأمر سيقتصر فقط على الشخصيات الحقوقية والسياسية؟ أم أن التجسس قد يصل للأفراد والمواطنين العاديين ؟!
وما مدى التأثير الذي سيخلفه في الأوساط الحقوقية الناشطة بعد أن أصبح واضحا أنه من السهل الوصول لأي معلومة خاصة داخل هواتفهم.

تعليقات
تحميل...
%d مدونون معجبون بهذه: