صوت الجامعة المغربية
- الإعلانات -

وقفات مع المؤتمر الوطني العاشر

بقلم: بلال أكروح

تستعد منظمة التجديد الطلابي لعقد مؤتمرها الوطني العاشر مما يعني مرور عشرين سنة على تأسيس هاته المنظمة الطلابية؛ التي جعلت هدفها المساهمة في تطوير البحث العلمي بالمغرب والارتقاء بالجامعة المغربية والطالب المغربي، وجعلهما في قلب المجتمع وفي قيادته، رافعة شعار “لكل معركة في الجامعة صداها في المجتمع”، برؤية تجعل من التعليم مطلبا أولا للطالب داخل الجامعة.
في سنة 2003 -سنة التأسيس- جاءت المنظمة لتساهم في التجديد الشامل للعمل الطلابي، هذا العمل الذي يفترض فيه أن يكون حيويا وديناميا نظرا للفئة المستهدفة منه، إلا أنه كان غارقا في التقليدانية والذاتية، مما جعل الحركة الطلابية المغربية في وقتها بعيدة كل البعد عن المجتمع الذي تمثله، وليست خادمة له. فالمنظمة برهنت أنها قادرة على خلق دينامية جديدة في الحركة الطلابية على مستوى بعدها النقابي، وذلك عبر نقل قيادة المعارك النقابية من داخل الساحات الجامعية وإسنادها بالترافع المدني، من خلال طرحها أمام الهيئات المختصة داخل المجتمع من حكومة وبرلمان وأحزاب وهيئات مدنية؛ وهي التي كانت غائبة أو بالتحديد مغيبة عما يقع داخل الجامعة.
أما على المستوى الثقافي والفكري، فمنظمة التجديد الطلابي بامتدادها الإصلاحي النهضوي للمجتمع استطاعت أن تعيد للطالب بريقه الفكري والمعرفي، وأن تخلق جيلا من الطلاب يهتمون بالعمل الفكري بل وينتجون فيه ويتفاعلون معه بما ويتناسب والهوية المغربية والتكامل مع بقية العالم الإسلامي. وذلك من خلال العديد من مبادراتها الفكرية والعلمية، بدءا من العرس الطلابي السنوي الكبير الذي هو المنتدى الوطني، مرورا بالمنتدى الفكري، والملتقى العلمي، وانتهاء بأحد أهم المراكز البحثية والعلمية على المستوى الجامعي بالمغرب والذي هو منتدى الباحثين الشباب”. فالمنظمة تؤمن أن الوظيفة الأولى للطالب هي البحث العلمي وباقي الوظائف الأخرى هي إسناد للمهمة الأساسية للطالب داخل الجامعة.
أما على المستوى القيمي – الدعوي، فمنظمة التجديد الطلابي باعتبارها امتدادا للحركة الإسلامية الوسطية بالمغرب أخذت على عاتقها حمل أمانة الدعوة والتبليغ داخل الجامعة المغربية، بل انتقلت من مستوى الدعوة التقليدية إلى مستوى تخريج الدعاة وتأهيلهم لقيام بمهام التدافع القيمي داخل الجامعة والمجتمع، وما مبادرة الدعاة الشباب إلا غيض من فيض.
كل ما سبق، لا يعني أن الجامعة المغربية بألف خير وأن منظمة التجديد الطلابي قد استوفت في 20 سنة التي مضت من عمرها مهامها وأن الكل بخير، بالعكس من ذلك فمنظمة التجديد الطلابي أمامها تحيات كبيرة تنتظرها وهي في أصلها تحديات جديدة تهم بالأساس المواكبة الرقمية للجامعة المغربية، والتأطير الرقمي للطلبة وسؤال القيم داخل هذا الفضاء الذي أصبح عالما حقيقيا يؤثر على الناس ولا بتأثر بهم والطلبة جزء من ذلك، وأمام منظمة التجديد الطلابي كذلكن تحدي لملمت شمل الحركة الطلابية وبناء تكتلات تساهم في الدفاع عن قضايا الطلبة، وتضمن لهم مقومات البحث العلمي الرصين ، فالعمل النقابي من داخل الجامعة بشكله الفصائلي التقليدي أصبح في خبر كان أمام التكتلات الطلابية التي تجعل من تحقيق مكاسبها هدفا للعمل النقابي.
كل هاته التحديات التي ذكرت تؤكد على أن منظمة التجديد الطلابي قادرة على تجاوزها والتفاعل معها، لكن السؤال الذي يطرح نفسه دائما أين بقية الحركة الطلابية من هذا النقاش؟

فاس في 10/07/2023
بلال أكروح
عضو المجلس الوطني لمنظمة التجديد الطلابي

تعليقات
تحميل...
%d مدونون معجبون بهذه: