هناك التزامات على “إسرائيل”، ويبدو أن يمينها المتطرف شرع في جعلها هباء منثورا! وإذا ما هي تحللت من هذه الالتزامات، فلا حق لها في مطالبة غيرها بالالتزام. ولنكن واضحين، فإن الغارة الوحشية على مستشفى “المعمداني” تعتبر عودة إلى شروط ما قبل “التطبيع”.
“التطبيع” إذن، ليس قرارا مقدسا مطلقا لا يقيده قيد؛ “التطبيع” سياسة مشروطة، فإذا ارتفعت شروطها أصبحت حبرا على ورق، لا تسندها في واقع الممارسة شروط، أبرزها أن يلتزم الطرف “الإسرائيلي” بمقتضيات مسار السلام.
وهنا لا بد من تساؤل:
هل قصف المدنيين في قطاع غزة يحافظ على هذا المسار؟!
هل تدخل الغارة على مستشفى “المعمداني” في ذات الإطار؟!
هل التوسع الاستيطاني على حساب حق الشعب الفلسطيني يشجع بقية الأطراف على القبول بسياسة “تصفير المنطقة من العنف والحرب”؟!
وهل تهجير فلسطينيي قطاع غزة قسرا وتحت القصف المستمر يعتبر تنفيذا لاستراتيجية السلام؟!
بكل وضوح: إن اليمين المتطرف في “إسرائيل” أربك استراتيجية السلام.. لماذا إذن؟ لأنه يعلم أن “إسرائيل” تموت بالسلام، وتعيش وتنتعش بالحرب!