صوت الجامعة المغربية
- الإعلانات -

مريم رضوان: “إذا كانت مريم بوجيتو بجنسيتها الفرنسية وبصفتها رئيسة للطلبة قد تعرضت للتضييق والعنصرية، فما بالك بآلاف الطلبة المسلمين بجامعات فرنسا”

أثارت واقعة انسحاب نواب برلمانيين من جلسة بالبرلمان الفرنسي، لحضور الطالبة المحجبة مريم بوجيتو بها، ردود أفعال متباينة، معيدة النقاش حول الديمقراطية الفرنسية للواجهة.

وكانت رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا بجامعة السوربون مريم بوجيتو من بين الحاضرين في جلسة الاستماع، التي خصصت للحديث حول “تأثير جائحة كورونا على الشباب”، الخميس الماضي، وهو ما لم يرُق بعض النواب البرلمانيين اليمينيين، الذين سارعوا إلى مغادرة الجلسة.

وعبرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التجديد الطلابي مريم رضوان عن أسفها من “أن تكون مثل هذه السلوكيات لا تزال حاضرة بعد كل ما خاضته الحركات الاجتماعية لوقف كل أشكال العنصرية والاضطهاد المرتبط بالخلفيات العقائدية للبشر..”، مشيرة لما تعرضت له الطالبة مريم من عنف لفظي ومعنوي، استهدفها به بعض أعضاء الحزب اليميني الحاكم وعلى رأسهم النائبة آن كريستين، التي رفضت الاستماع لها بسبب ارتدائها الحجاب.

وقالت مريم رضوان في تصريح لموقع orema.ma إن “الطالبة مريم بوجيتو، لم تنل مسؤولية تمثيل الطلبة بالتعيين، بل بالانتخاب والتصويت، وهذا يعني استيفاءها شرط الاستحقاق، ومع هذا المعطى كان الأجدر بالنواب، وهم في جلسة البرلمان، التعامل مع رئيس اتحاد الطلبة “مريم” لمناقشة موضوع الجلسة “آثار الجائحة على الطلبة”، عوض التعامل مع الشخص “بشكل مجرد عن صفته”، في تجسيد لشكل من أشكال اللاحترافية، والذي يذكرنا بما حدث في 2018، عندما تم انتخاب مريم بوجيتو رئيسا للاتحاد الوطني للطلبة، حين خرج وزير الداخلية أنذاك بتصريح مخالف لما تدعيه فرنسا من انفتاح وتعايش واحترام للاختلاف”.

وتساءلت المتحدثة “إذا كانت مريم بوجيتو بجنسيتها الفرنسية وبصفتها رئيسة للطلبة قد تعرضت لما تعرضت له من تضييق وعنصرية، فما بالك بآلاف الطلبة والطالبات المسلمين الذين يتابعون دراستهم في مختلف الجامعات الفرنسية! بدء من شروط التأشيرة التي تفرض على الفتيات المسلمات صورة بدون حجاب، وانتهاء بمنعهن من ارتدائه في الفصول الدراسية، إضافة إلى التعرض للتنمر ومقابلتهن بتصرفات عنصرية وبعيدة كل البعد عن مفهوم التعايش وقيم الاحترام والحرية”.

وأكدت مسؤولة قسم التأهيل المركزي للمنظمة على أنه “إن كانت الدولة الفرنسية تشترط الجودة فيما تستقبله من طلبات لإتمام الدراسة، فتضم إلى ربوعها خيرة المتأهلين والمتدربين والمتخرجين من طلبة وأطر من مختلف البلدان الإسلامية، فأقل ما قد تقدمه لهم بالمقابل هو أن توفر لهم قدرا من الحرية التي لا ينخرها اعتقادهم الديني بقدر ما يعززها”.

من جانب آخر، اعتبرت مريم رضوان أنه “إذا كان دعاة الحرية ينتصرون لفكرة أن يكون الإنسان حرا في فكره وجسده، فيجيزون تبرير العري وما يرافقه، فالأولى أن تحتمل القاعدة الاتجاهين معا، كأن يعتبر اختيار الستر من صميم الحرية أيضا، ما دام اختيارا لم يفرضه بشر!”

وأضافت “إن كان دعاة النسوية يتبجحن بكون الغاية منها أساسا أن يكون للمرأة كامل الحق في اختيار ما تريده قولا وفعلا، فلماذا الانزعاج إذا من امرأة اختارت لنفسها ما هو مختلف؟ أليس ذلك أدعى لنصرتها لأنها أمام أمر يكرهه غيرها ويمثل قلب ما تريد؟ أم أن النسوية أيضا تستثني النساء التي لا ترغب في الدفاع عنهن؟! فالأحرى بذلك إذا أن تعيد صياغة مفهومها حتى لا يخطئ الناس الحكم عليها ظنا منهم أن غايتها توفير الراحة في الحياة للنساء كافة.. على عكس ما يثبته هذا الحدث!”.

واعتبرت رضوان أنه “لا يمكن تفسير الأمر إذا إلا على أنه تجسيد لتملك الإسلاموفوبيا من نفوس هؤلاء المسؤولين، الأمر الذي ليس بالعدل ولا يخدم مصلحة التعايش السليم بين المختلفين”.

 

 

تعليقات
تحميل...
%d مدونون معجبون بهذه: