صوت الجامعة المغربية
- الإعلانات -

يتيم تكتب: “الارتباط المغربي بفلسطين: عمق التاريخ وشواهد الحاضر”

هبة يتيم- عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التجديد الطلابي

إن الحديث عن القضية الفلسطينية بالنسبة لنا كشعب مغربي أمر لا يقتصر على مستوى التعاطف الإنساني الذي يفرضه الانتماء لنفس الدين والعقيدة، كما حدث بذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم: فعن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

بل إن علاقة المغاربة بفلسطين تتجاوز ذلك إلى ما هو أبعد، ولا أدل على ذلك من تواجد حارة باسم حارة المغاربة إضافة إلى باب باسم باب المغاربة بجوار المسجد الأقصى. وعلى امتداد التاريخ، كانت هناك محطات عديدة شهدت على هاته العلاقة الوطيدة، منها ما روي عن أمر صلاح الدين الأيوبي بترك المغاربة بجوار المسجد الأقصى المبارك و عدم ترحيلهم من هناك باعتبارهم أول من سانده في معركته حينئذ لتحرير بيت المقدس، أضف إلى ذلك الحشود التي تحج إلى المسيرات والوقفات المساندة للقضية عبر ربوع المملكة المغربية كلما اشتكت فلسطين من قصف أو ظلم. كل ما سبق أدلة توضح بجلاء موقف الشعب المغربي التاريخي في نصرة الشعب الفلسطيني منذ بداية معاناتهم مع المحتل الصهيوني.

فالارتباط المغربي بأرض فلسطين وإحساس المغاربة بانتمائهم لها –وهو الأمر الذي راجت حوله تعاليق متعددة في الآونة الأخيرة – ارتباط ضارب في التاريخ وله شواهد عدة في الحاضر، فالمغاربة الأحرار كانوا ولا زالوا يحملون في قلوبهم كل مشاعر التعاطف والتضامن مع الشعوب العربية والإسلامية المكلومة، ثم إن مسار التاريخ يبين أننا كشعب مغربي تربينا على التفاعل مع قضايا الأمة و الأولى على القضية الفلسطينية.

وفي ظل محاولات المقايضة بين موقف المغاربة من قضية فلسطين وقضية وحدتنا الترابية، أعتقد أن المطلوب منا كشعب مغربي في المرحلة الراهنة أولا هو التكتل و الالتفاف حول موقف موحد للتضامن مع القضية، وما سوى ذلك لن ينتج سوى تشويش حول مسار تاريخي حافل بالمواقف المشرفة للمغاربة اتجاه فلسطين، وثانيا، لا بد من الرجوع إلى تعميق المعرفة حول الجوانب التاريخية لعلاقة المغاربة فلسطين، حتى يكون موقفنا من القضية موقفا مبنيا على أرضية معرفية صلبة قوامها الحقائق التاريخية ومحطات النضال المشرق لأجدادنا من أجل قضية فلسطين.

تعليقات
تحميل...
%d مدونون معجبون بهذه: