صوت الجامعة المغربية
- الإعلانات -

الحارثي: “على المكونات الطلابية أن توقع ميثاق شرف لنبذ العنف”

حوار مع رئيس منظمة التجديد الطلابي على خلفية مقتل طالب أكادير

  • ما موقف المنظمة من مقتل طالب اكادير؟

لا يمكن للعنف داخل الحرم الجامعي إلا أن يكون مدانا، فما بالك إذا أدى هذا العنف إلى وفاة طالب جامعي، إن الأمر مستنكر بشدة ويتنافى مع طبيعة الفضاء الجامعي، الذي ينبغي أن يكون فضاء للحوار والسلم وتلاقح الثقافات والأفكار.

العنف بالجامعة المغربية يبدأ إيديولوجيا لكنه ينتهي إلى مآسي إنسانية، ما ذنب أسرة طالب توجه للتحصيل العلمي فوجد نفسه مقتولا؟ أو يجد نفسه سجينا على خلفية جريمة قتل؟.

خطورة الأمر اليوم أننا دخلنا في مسلسل انتقام، تقتل مني اليوم وأقتل منك غدا، والمسؤولون يتفرجون، كأن الأمر لا يغدو أن يكون إلا تدبيرا للأزمة لا سعيا لاستئصالها.

  • لماذا لم تتفاعل المنظمة مع هذه الواقعة؟

المنظمة كانت دائما ضد ممارسة العنف لتدبير الخلاف بين المكونات الطلابية، لأنه لا يفيد إلا في إضعاف الوحدة الطلابية، وتنفير عموم الطلاب من الأشكال النضالية، ودفعهم إلى الانسحاب عن الاهتمام بقضايا الجامعة والشأن العام. ناهيك عن المآسي الإنسانية التي يتركها.

لقد كنا حريصين في كل فرصة على دعوة كل المكونات الطلابية إلى نبذ العنف، ودعونا إلى ميثاق شرف بين كل المكونات لنبذ العنف، كما دعونا إلى مبادرة “الطرف الثالث” من أجل فتح حوار طلابي للخروج من الأزمة التي تعيشها الحركة الطلابية، وما زلنا ننتظر الاستجابة.

وبخصوص جريمة القتل الأخيرة التي تعرض لها أحد طلبة جامعة بن زهر بأكادير، أقدمنا على مراسلة كل من كتابة الدولة المكلفة بالتعليم العالي والبحث العلمي، والنيابة العامة ووزارة حقوق الإنسان والمجلس الوطني للحقوق الإنسان للتدخل العاجل من أجل تهدئة الوضع داخل الجامعة وفتح تحقيق في الواقعة، لأن الأوضاع ما زالت قابلة للاحتقان، فعدد مهم من الطلبة تم حرمانهم من اجتياز الامتحانات من قبل “لجان تفتيشية” على أبواب المؤسسات الجامعية بأكادير، وأما مرأى ومسمع من الجهات المسؤولة،

  • هل أنتم ضد العنف الممارس على طلبة المنظمة أم ضد العنف الممارس على جميع الطلبة داخل الجامعة من مختلف الفصائل؟

العنف بالجامعة المغربية مدان، كيفما كان ضحاياه، ومهما كانت مرجعياته وخلفياته، العنف الذي مورس بالأمس على بعض أعضاء المنظمة، هو نفسه الذي مورس اليوم، وهو نفسه الذي يمارس بين أعضاء نفس الفصيل حينما تخرج بعض الأخبار عن احترابات داخلية تنتهي بتعذيب طالبة أو إصابة طالب بعاهة مستديمة؛ الفصيل الذي يمارس العنف على الآخرين سيمارسه على ذاته حتما.

  • ما الإجراءات التي يمكن القيام بها للحد من الظاهرة؟

ظاهرة العنف بالجامعة المغربية، معقدة ومتداخلة الأطراف، وتحتاج إلى أن يتحمل الجميع مسؤولياته لوقف هذه الظاهرة، على المكونات الطلابية أن تفتح فضاءات للحوار الهادئ فيما بينها، وأن توقع ميثاق شرف لنبذ العنف، على بعض الجهات السياسية أن تكف عن الاستثمار في العنف يالجامعة المغربية، وعلى السلطات أن تتدخل عاجلا لوقف تسريب الأسلحة البيضاء للحرم الجامعي، وعلى الجهات الوصية على القطاع أن تدخل في إصلاحات هيكلية للتعليم العالي بالمغرب. وعلى بعض الجهات الحقوقية والسياسية أن ترفع غطاءها على محترفي الإرهاب والقتل داخل الحرم الجامعي.

  • على غرار التقرير الذي أصدرته المنظمة عن الوضع الحقوقي بالجامعة المغربية لسنتي 2016-2017، أمازلتم تحمّلون الدولة مسؤولية تنامي ظاهرة العنف داخل الجامعة؟

استمرار العنف إلى اليوم  بالجامعة المغربية سيبقى وصمة عار في جبين الدولة المغربية، ولا يمكن لأحد أن يصدق بأن هذه الأخيرة تفكك خلايا إرهابية في طور التشكل، ولا تستطيع تفكيك خلايا تشتغل ليلا نهارا في العربدة والتهديد بالسواطير والسيوف داخل الحرم الجامعي، وتسقط قتلى بشكل مستمر.

الرهان على تمزيق الجسم الطلابي باستمرار العنف بالجامعة المغربية لا يتناسب مع قيم الديمقراطية والسلم والأمن داخل الفضاء الجامعي ويعمق أزمة التعليم ببلادنا.

تعليقات
تحميل...
%d مدونون معجبون بهذه: