الصالحي: “حملة مناهضة الغش مبادرة تعيد للشواهد الجامعية قيمتها الحقيقية..وندعو جميع الهيئات والمؤسسات المعنية للانخراط فيها”
في حوار مع موقع orema.ma لانطلاق الحملة الوطنية لمناهضة الغش
عبد الغفور الصالحي- مسؤول قسم التأطير العام لمنظمة التجديد الطلابي
- هل يمكن في البداية أن تعرفنا أكثر على حملة مناهضة الغش؟
الحملة الوطنية لمناهضة الغش “لننجح بشرف” هي واحدة من المبادرات السنوية لمنظمة التجديد الطلابي، والتي أصبحت علامة مميزة للمنظمة داخل الجامعة، خاصة في سياق أصبح فيه الغش سلوكا شائعا بل ومبررا لدى البعض، دون الحديث عن بعض من يعتبر أن الغش صار حقا مشروعا للطالب، لذلك أخذت منظمة التجديد الطلابي على عاتقها مواجهة هذه الظاهرة السلبية وقول الحقيقة للطلبة والمسؤولين.
لا بد من الإشارة إلى أن هذه الحملة لها شقان أساسيان، الشق الأول يتعلق بدعم وتشجيع التفوق الدراسي وبث قيم طلب العلم والاجتهاد بين صفوف الطلبة، عبر العديد من الأنشطة والمبادرات، وعلى رأسها تقديم دروس الدعم للطلبة وتنظيم المعتكفات العلمية والتحسيس بأهمية المثابرة وبذل الجهد في سبيل النجاح والتفوق. أما الشق الثاني فيتعلق بمناهضة الغش، عبر تحسيس الطلبة ومختلف المتدخلين في الشأن التعليمي بخطورة هذه الظاهرة التي تهدم المجتمعات وتسهم في استمرار تخلفها، والتي تتعارض أيضا مع تعاليم الدين الإسلامي الذي حرمها بنصوص صريحة وواضحة.
- قلتم في معرض حديثكم أنكم تنظمون هذه المبادرة كل موسم، فكيف تقيمون تفاعل المؤسسات الجامعية والطلبة معها؟
فيما يخص رئاسات الجامعات وعمادات الكليات، نعتبر أن تفاعل مجموعة من هذه المؤسسات إيجابي، وهو ما يظهر من خلال دعمهم لهذه المبادرة وتشجيعهم على تنظيمها، في انتظار التفاعل الإيجابي من بقية المؤسسات الجامعية، دعما واحتضانا وأيضا انخراطا في الحملة من خلال الآليات والإمكانات المتوفرة لديها، سواء على مستوى التدابير والإجراءات الزجرية والقانونية أو على مستوى التحسيس والتوعية.
أما في ما يخص تفاعل الطلبة مع هذه المبادرة فإننا نحرص من خلال التواجد الميداني لأعضاء المنظمة في مختلف المواقع الجامعية وأيضا من خلال إمكاناتنا الإعلامية على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الطلبة، حيث نسجل وصولنا كل سنة إلى أكثر من خمسين ألف طالب جامعي، وهو العدد الذي نطمح إلى مضاعفته هاته السنة. صحيح أن هذا العدد قليل إذا ما قارناه بعدد الطلبة في الجامعات المغربية، والذي تجاوز هذه السنة مليون طالب، لكن في ظل محدودية الإمكانات التي نتوفر عليها يبقى هذا الرقم كبيرا ومهما.
ومن هنا أوجه دعوة إلى جميع الهيئات والمؤسسات المعنية للانخراط في هذه المبادرة التي سيكون لها أثر إيجابي على حاضر ومستقبل الوطن.
أما فيما يخص رأي الطلبة في المبادرة، فهناك من يتفاعل إيجابيا معها وهناك من يعتبر أن الغش حق من حقوقه، وهنا يأتي دورنا في محاولة تغيير هذه القناعة الخاطئة، ودعوة هذه الفئة من الطلبة إلى التركيز على التحصيل الدراسي عوض التركيز على إبداع طرق وآليات جديدة للغش.
شاهد أيضا: في انطلاق حملة مناهضة الغش..رئيس المنظمة يوجه ثلاث رسائل للطلبة ولأعضاء ومتعاطفي المنظمة
- قلتم إن الحملة موجهة للطلبة ومختلف المتدخلين، فمن تقصدون بهؤلاء المتدخلين وكيف تستهدفونهم من خلال هذه المبادرة؟
كما أشرت سابقا فإن الحملة موجهة بالدرجة الأولى إلى الطلبة، إذ نخاطب فيهم ضميرهم وإيمانهم ونسعى إلى أن نغرس فيهم قيم الأمانة والمثابرة والمسؤولية، لكنها كذلك موجهة إلى رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ومدراء المعاهد، من أجل اتخاذ الإجراءات التقنية اللازمة للحد من ظاهرة الغش، وعلى رأسها مراقبة الامتحانات عن طريق التصوير، حيث أثبتت هذه الطريقة نجاعتها في عدد من المؤسسات الجامعية، وكذا اتخاذ التدابير والقرارات الزجرية في حق كل المتورطين في الغش، وهي موجهة أيضا إلى الأساتذة والإداريين الذين يكلفون بحراسة هذه الاختبارات من أجل أداء مهمتهم بكل إخلاص وأمانة لضمان تكافؤ الفرص بين الطلبة، إضافة إلى الأساتذة الجامعيين من خلال حثهم على أداء مهمتهم في التدريس والتأطير على الوجه الذي ينبغي ودعوتهم إلى استيفاء الوحدات وساعات العمل المحددة قانونيا، وكذا من خلال وضع امتحانات تستهدف تعزيز كفاية التفكير والنقد والتركيب والتفسير عوض الامتحانات التي تستهدف الحفظ فقط، وهنا أريد أن أقول أن حملة مناهضة الغش هي مبادرة تريد أن تعيد للشواهد الجامعية قيمتها الحقيقية.
- في حالة تورط أحد أعضاء المنظمة في الغش ما هي الإجراءات التي تتخذونها في حقه؟
هذا سؤال مهم جدا، الحمد لله هذه الحالة لا علم لنا بوجودها لحد الآن في صفوف المنظمة، إذ لا أستحضر أي مثال لأحد أعضاء المنظمة ثبت تورطه في الغش، أما فيما يخص الإجراء الذي سنتخذه في حق أحد أعضائنا إن تورط في هذه الجريمة الشرعية والقانونية فهي فتح مسطرة المحاسبة في حقه، والتي يمكن أن تصل إلى حد إقالته من المنظمة، لأنه لا يمكن دعوة الناس إلى الأمانة والنزاهة والمثابرة في مقابل غض الطرف عن أعضائنا إن تورطوا في الغش.