المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي يتفاعل مع قضايا المجتمع الراهنة في افتتاح دورته 21 بالجديدة
انطلقت فعاليات المنتدى الوطني 21 للحوار والإبداع الطلابي أمس الأحد بالجديدة، بحضور كل من كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي خالد الصمدي، وعضو المكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية رضى بوكمازي، ونائبة رئيس حركة التوحيد والإصلاح حنان الإدريسي، ورئيس منظمة التجديد الطلابي أحمد الحارثي، ومجموعة من الفاعلين المدنيين والأساتذة الجامعيين والفنانين أبناء مدينة الجديدة، إضافة إلى ممثلي الوفود الأجنبية المشاركين بالمنتدى.
وفي مداخلته بالجلسة الافتتاحية للمنتدى، قال خالد الصمدي إن سياقات انعقاد هذه الدورة خاصة واستثنائية، في إشارة منه إلى الجدل المثار حول القانون الإطار، الذي استغرب تركيز النقاش حوله على مجانية التعليم ولغات التدريس، في مقابل غياب مناقشة القضايا الأخرى منه، مشيرا إلى أن “هناك مجموعة من القضايا الأخرى التي تم التغافل عنها كتعميم التعليم الأولي لجميع أبناء المغاربة، والعدالة المجالية وتكافؤ الفرص في العالم القروي” التي من المفترض أنت تكون “صلب النقاش المجتمعي” حسب تعبيره.
ودعا كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي الطلبة إلى إعادة قراءة القانون، وبناء المواقف على معلومات دقيقة ووثائق مدروسة بعناية، مؤكدا على قول رئيس الحكومة “لا تراجع بشكل نهائي عن مجانية التعليم في بلادنا”.
وفي نفس السياق، قال رضى بوكمازي عضو المكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، إن سؤال المجانية لم يعد مطروحا في القانون الإطار، مؤكدا على أن ضمان ولوج جميع المغاربة للتعليم بالمجان هو أحد المداخل الأساسية للإصلاح.
وأكد عضو المكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية أن هذه الأخيرة هي مع كل المبادرات التي تعزز وتساعد على التمكن من اللغات، وأن كل المغالطات المتعلقة بلغات التدريس ما هي إلا خدمة لأجندات فرونكوفونية، موضحا أن هناك فرقا بين التمكن من اللغات الأجنية ولغات التدريس.
وفي حديثه عن الأساتذة أطر الأكاديميات، قال بوكمازي إن المكان الطبيعي لهؤلاء الأساتذة هو القسم، مشددا رفضه أي شكل من أشكال التدخل الذي لا يتناسب مع طبيعة الاحتجاج، ومتمنيا قيام الحكومة بمبادرات أكثر “لتجاوز هذا المشكل الذي يسيئ للجميع” حسب قوله.
من جانبه، قال رئيس منظمة التجديد الطلابي أحمد الحارثي إن المنظمة واكبت النقاش حول القانون الإطار وثمنت مجموعة من مقتضياته، كما طالبت بمراجعة مقتضيات أخرى لا تبعث على الثقة وتفسد مسار الإصلاح.
فالمنظمة كما جاء على لسان رئيسها اختارت المنهج الوسط، أي أن تشيد بالإنجازات الجيدة وتصفق لها، وتقول بضرورة تصويب ومعالجة السلبيات منها، “فالمشهد اليوم يعاني من أزمة ثقة، والشعب المغرب فقد الثقة في الخطابات الرسمية، وهذا أمر لصالح المستبدين والمفسدين الذين يريدون من الشعب أن يفقد الأمل في الإصلاح”، حسب قوله.
وتماشيا مع شعار هذه الدورة، قالت حنان الإدريسي نائبة رئيس حركة التوحيد والإصلاح إن الإنسان والقيم هما مركزا أي مشروع تنموي، وأن على كل المقاربات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للتنمية أن تجعل الإنسان في قلب هذه التنمية.
وأكدت الإدريسي خلال مداخلتها بالجلسة الافتتاحية للمنتدى الوطني 21 للحوار والإبداع الطلابي أمس بالجديدة، أكدت أن العائق أمام التنمية هو عائق ذاتي، مشددة على أن ربط هذا العائق بمشكل خارجي هو خلل في التفكير.
ونوهت المتحدثة باختيار منظمة التجديد الطلابي لشعار “من أجل جامعة في صلب النموذج التنموي” شعارا لمنتداها الواحد والعشرين، معتبرة إياه دليلا على رغبة المنظمة في المساهمة في النموذج التنموي الجديد. كما أشادت باختيار أبي شعيب الدكالي علما لهذه الدورة، فهو أحد المقاومين الموقعين عن المعارضة ضد الظهير البربري، والمدافعين باستماتة عن اللغة العربية.