بعد حادث الاعتداء على وايحمان..تضامن واستنكار واسعين ومطالب بمحاسبة المعتدين
عرف الاعتداء الذي تعرض له رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد وايحمان، تضامنا واستنكارا واسعا من قبل جهات مختلفة.
وكان وايحمان قد تعرض لاعتداء من طرف طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية، أول أمس الثلاثاء، أثناء محاضرته بكلية العلوم ببني ملال في موضوع حول “القضية الفلسطينية وصفقة القرن”، بعدما تلقى تهديدا بالقتل واقتحام المدرج الذي تقام به المحاضرة.
وقال رئيس منظمة التجديد الطلابي أحمد الحارثي إن على الجميع أن يتحمل مسؤوليته في ما حصل، مضيفا “لن تنتازل عن حقنا بكافة الأساليب المشروعة والقانونية”.
واعتبر الحارثي أن “التهديد بالتصفية الجسدية للدكتور عمل خطير وأرعن”، مستغربا صدور هذا السلوك عن الحركة الثقافية الأمازيغية “التي كانت دائما تدعي شعار الحوار والنقاش العلمي الرصين ومقارعة الحجة بالحجة”، حسب تعبيره.
وتساءل رئيس المنظمة إن كان هذا التصرف دليلا عن “زيف الشعارات أم تحولا في مبادئ هذا الفصيل، أم أنها هزيمة فكرية ذريعة لم يجد معها غير الأساليب الدموية المنبعثة من منطق التوحش والغاب والداعشية، أم هي إملاءات من خارج الجامعة”.
من جهتها، طالبت “مؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة” المسؤولين بفتح بحث جدي “بحثا عن الجناة ومن يحركهم ومحاكمتهم، وتصديا لكافة محاولات زرع الفتنه وتهديد بلدنا في أمنه واستقراره”.
وحسب بيان للمؤسسة التي ينتمي وايحمان لمكتبها التنفيذي، فإن “هذا العمل الإرهابي الخطير يكشف عن الطبيعة الإرهابية للمعتدين ومن وراءهم، كما يكشف مدى جدية المخاطر التي ما فتئ وايحمان ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين والمرصد المغربي لمناهضة التطبيع يطرحونها، ويكشفون في أحيان كثيرة عن تفاصيلها وجزئياتها”.
يذكر أن هذا الاعتداء جاء ثلاثة أيام بعد العرض الذي شارك فيه وايحمان في الندة الوطنية التي نظمتها مؤسسة الجابري في موضوع “في الحاجة إلى الكتلة التاريخية”، وقبيل صدور كتابه “الخراب على الباب” الذي تحدث فيه عن المؤامرة التي تحاك ضد المغرب من طرف الصهاينة.
وكان الأمين العام للمؤسسة خالد السفياني قد وجه رسالة تضامن لوايحمان يؤكد فيها انتصار هذا الأخير بالقول “استطعت أن تخرج الجردان من جحورها، وفرضت على الذين يزعمون بأنهم ينتسبون للحركة الأمازيغية أن يكشفوا علانية عن طبيعتهم الإرهابية وعن ولائهم لأسيادهم في المخابرات الصهيونية، أيها الأمازيغي الأصيل”.
وأضاف السفياني في رسالته “يجب أن تكون على يقين من أنك لست وحدك، وبأن الاعتداء عليك هو اعتداء علينا جميعا، هو اعتداء على كل أحرار الوطن والأمة، هو اعتداء على القدس وعموم فلسطين التي تسكنك إلى النخاع، والتي تعتبر أحد أكبر المهووسين بها”.
وتضامنا مع رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، حل ببيته عشية أمس الأربعاء كل من رئيس حركة التوحيد والإصلاح عبد الرحيم الشيخي، ومنسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة رشيد فلولي وعضوها رشيد حازم، وعضوي مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين عزيز هناوي وعبد الحفيظ سريتي، والناشطة الحقوقية سكينة قادة، والمعتقل السابق بتازمامرت والمناضل الحقوقي أحمد المرزوقي.
من جانب آخر، قال القيادي في فصيل طلبة العدل والإحسان الحسين كوكادير إن “همنا في الجامعة المغربية يجب أن يكون في اتجاه نبذ العنف بكل أشكاله، وأن ينصب على تعزيز الحوار والترفع عن كل ما يجعل قضايا الشعوب حسابات ساسوية ضيقة”، معتبرا أن ما وقع لوايحمان “لا يمثل الطلاب المغاربة على اختلاف توجهاتهم وهوياتهم وثقافتهم ومشاربهم الفكرية”، ومؤكدا أن الحركة الطلابية “كانت دائما مع كل الشعوب المستضعفة المظلومة التواقة إلى غذ الانعتاق والحرية، وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني الذي اغتصبت أراضيه من قبل الاحتلال الصهيوني”.