مريم رضوان تنوه بمبادرة جامعة محمد الأول بوجدة وتدعو باقي الجامعات لحفظ شرف الطالبات والمؤسسات

بقلم: مريم رضوان- النائب الثاني لرئيس منظمة التجديد الطلابي

إن المستجد من الأخبار التي تحيط بقضايا الفساد الأخلاقي والابتزاز الجنسي في الجامعات المغربية، لا يعد حدثا استثنائيا، كما لا يعتبر إرثا قديما من الزمن الغابر، بل هو نتيجة حتمية لتراجع منظومة القيم وتفشي مظاهر الانحلال والتساهل الأخلاقي التي باتت تطبع المجتمع بأسره وتكدس أخبار الصحف.
في أحداث سابقة، في فاس وتطوان والدار البيضاء وسطات ووجدة مؤخرا، يطفو إلى السطح خبر فيذاع وينتشر في أرجاء الوطن والإقليم، يتحدث عنه الإعلام والمجتمع ثم ما يلبث أن تتحرك أجهزة الضبط حتى يذوب الفعل وسط عالم الأخبار الجديدة. ما ينبغي أن نركز عليه وسط هذا الزخم، هو أن نكون منصفين في الوصف والنقد حتى لا يزل حكمنا عن هامش العدل. ما حدث في هاته المدن لا بد وأن يكون له ما يشبهه في مدن ومؤسسات أخرى كثيرة، لم تحظ أخبارها بنفس الإشعاع والإعلام، وربما وسط خوف المتضررات من أن يلحقهن أذى المسؤول عن الضرر، أو أذى عائلاتهن أو نظرات المجتمع، آثرن الصمت والخضوع. وهكذا ضاع الحق وسط مضمون باطل. ومن جهة أخرى، هنالك آلاف الأساتذة الشرفاء في المدن التي ذكرت أسماؤها في هذا المجال، والذين هم متضررون بدورهم بتضرر سمعة الجامعات التي ينتمون إليها.

اقرأ أيضا: جامعة محمد الأول بوجدة تطلق رقما أخضرا للتبليغ عن التحرش الجنسي

إن كان اليوم من سلوك يدل على اليقظة واتقاد الوعي والرغبة في المشاركة الفعالة من أجل إصلاح الوضع وحماية حقوق الطالبات وتوفير الشروط الملائمة للدراسة فهو التفاعل الذي بادرت إليه رئاسة جامعة محمد الأول بوجدة عبر إحداثها لجنة استماع متنوعة وتخصيص خط أخضر وبريد إلكتروني لتيسير عملية التواصل والإبلاغ عن كل حالة تستهدف شرف الطالبات مقابل خدمة علمية أو درجات ونقط. وهذا في حد ذاته أمر يستحق الإشادة.

وتجدر الإشارة إلى أننا كنا قد دعونا في منظمة التجديد الطلابي عبر مراسلة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار يوم 23 دجنبر 2021 إلى تفعيل رقم للتبليغ عن التحرش والابتزاز الجنسي بالجامعات المغربية على غرار الرقم الأخضر لمحاربة الرشوة. ولا زلنا ننتظر تحرك الجهات المعنية بهذا الخصوص.
وأخيرا، تكون هذه فرصة إضافية لدعوة باقي الجامعات إلى التحرك من أجل حفظ كرامة الطالبات وشرف المؤسسات والحرص على مبادئ الكفاءة وتكافؤ الفرص.