صوت الجامعة المغربية
- الإعلانات -

تامريرت يكتب” :حينما تفضح كورونا نجوم “الكارتون” في الاعلام”

محمد تامريرت- نائب الكاتب المحلي لفرع المحمدية

هنالك قاعدة موروثة بين القوم تقول “ما بني على باطل فهو باطل”، لم يكن للقوم أن يميزوا بين الاعلام الصحيح و الباطل، وبين الرجال بنزاهة، وأخلاقية الصحفية، وبين من يبحث عن الشهرة ” البوز” ولو بِبُؤس محتواهم، أو على حساب غباء البعض ممن يشتبهون مع الذباب في البحث عن الخُبث من الطيّب، ولَزِمتهم صفة الخُبث في كلامهم و فكرهم ودوقهم حتى صاروا ذباباً ينشرون الخُبث بأوفر حظهم إلا بعد مجيء الاختبار الحقيقي ” كورونا”.

ذلكم المشهد الذي عَجت به مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها و أشكالها لمدة طويلة، حتى سار ذلك موضةً و مهنةً لمن لا مهنة له، ففي نهاية الأمر لا يحتاج الأمر سوى هاتف نقال و حساب على الموقع، فتصبح منبر من لا منبر له، فلاحاجة لك بالتمرين أو تدريب، أو تخرّجك من معهد عالي للإتصال السمعي و البصري أو أحد المدارس العليا المتخصصة في ذلك أو حتى تعلم أو تخرج في أي مجالات المعرفية العلمية، ولا أن تملك زاداً علميا ولا تقافياً، مادام من سيتابعك لم يحصل على شهادة دراسية واحدة، بالأحرى أن يملك ملكة فكرية، ويكون مستواه أقل من مستواك آلا مستوى، فنكون ممن إستنجد بالغريق فغرق الجميع.

فنتسأل جميعاً كيف تحقق بعض المواقع التافهة والأوجه التافهة متابعة و مشاهدة قياسية و شهرة غير طبيعية ؟؟ “انيبا” ،”اكشوان اكنوان”،”مي فتيحة، نعيمة ..” وما أكثرهم،(أي تشابه في الأسماء فهو من محض الصدفة). وعلى نقيض ذلك لبعض الأوجه المحترمة(مصطفى سوينكا)،(أمين رغيب)،(أيمن العوني) …، و تقدم محتوى إعلامي توعوي وفكري، وثقافي، علمي، لا بأس به، ولا تجد لها موضع قدم حت في الاعلام الرسمي، الذي لا يقل تفاهمةً بدوره.

وتجدها منبوذةً بين الجمهور، لا يحب الطيب بقدر حبه للخبث، و لا يجد في وقته متسعا للمحتوى الهادف من كثرت زحام عليه بالتفاهة من كل حدب وصوب، فأينما يولي وجهه فتمت التفاهه، حتى صار عقله لا يستوعب ولا يميز بين الصالح من المحتوى و الباطل، لأن الأمر يحتاج مجهود ذهني، وهذا الأخير يحتاج ذهنٌ صافي. و الذهن الصافي يحتاج الى مجموعة من الشروط الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية..، وتبقى التربية من أهم الأمور، إذ كيف يمكن لشخص لم يتعلم بعد أبجديات التربية الحسنة في إحترام الذات وصونها من كل أنواع الموبقات والانحرافات السلوكية و الجسنية، وتربيتها على القيم الدينية و الوطنية، والسعي نحو تعلم وكسب المعرفة و المهنة، في خدمةٍ لوطنه ولنفسه وأسرته، وإحترام الغير بقدر إحترام لذات، فتلك ذات أخرى بتعبير الفلاسفة.

وها نحن في عزّ الأزمة نحصد ما زرعه التعليم الفاشل، و الاعلام التافه الرسمي منه و الغير الرسمي، إذ تحاول الدولة نشر التوعية بمخاطر انتشار الفيروس واحترام الإجراءات الاحترازية المتخدة من طرف سلطات، قُبِل ذلك بالتفاهة و الأخبار الزائفة والإشاعات التضليلية الغير مسؤولة، ماحدى بالدولة أن تصادقة على قانون يقنن استعمال وسائل التواصل الاجتماعي و متابعة و معاقبة كل ناشري الإشاعة، كان بالأجدر توحيد الجهود لنشر الوعي،بدل التصدي للوباء و الغباء معاً، كي لا تتحول معركة الوباء الى معركة غباء، بل وجب الاتحاد ضد هذا الوباء فهذه معركتنا جميعاً. أختم بما قاله الدكتور و الخبير في التواصل و التربية – في معرض جوابه عن سؤال الصحافي بأحد القنوات – الناجي الأمجد: “… هؤلاء أبناءنا و بنو جلدتنا، نِتاج برامجنا التعليمية علينا أن لا نقصوَا عليهم… يجيب أن نعيد النظر في برامجنا الإعلامية، وتكُون برامج ثقافية توعوية تكوينية على حساب برامج تافهة و مسلسلات يمكن أن نجد لها وقت أخر ” …فلا مكان لتفاهة و لا مزيداً لها. “تقهرنا” كما يقول المغاربة.

تعليقات
تحميل...
%d مدونون معجبون بهذه: