صوت الجامعة المغربية
- الإعلانات -

سياقات ظهور “فصيل البرنامج المرحلي”..مقال جديد ضمن سلسلة مقالات حول الحركة الطلابية المغربية

ضمن سلسلة مقالات حول الحركة الطلابية المغربية

أحمد الحارثي – الرئيس السابق لمنظمة التجديد الطلابي

مصطفى العلوي – نائب رئيس منظمة التجديد الطلابي

 

تحكمت عدة عوامل في نشأة “فصيل البرنامج المرحلي” جعلته كمكون يتميز عن سائر خطوط الطلبة القاعديين، إذ يعتبر هذا الفصيل نفسه من “الفصائل التاريخية” ذات الطرح العلماني، المنتمية للحركة الماركسية اللينينية النقية التي لم تنحرف ولم تبدل في هذا الخط. وقد ظهر تحديدا عام 1986 نتيجة برنامج حد أدنى خطه مجموعة من الطلبة القاعديين ردا على طلبة الكراس الذين صاغوا قبل ذلك كراسا بمثابة أرضية للخروج بحل لأزمة الحركة الطلابية المغربية، اعتبرها البرنامج المرحلي انحرافا عن خط الطلبة القاعديين.

اقرأ أيضا: أوطم..موجز عن النشأة والتطور

اقرأ أيضا: الطلبة القاعديون..النشأة والتطور

وعموما يمكن الوقوف على أهم السياقات التي نشأ فيها البرنامج المرحلي من خلال ما يلي:

  1. رد فعل على طلبة الكراس: قدم مجموعة من الطلبة القاعديين كراسة كأرضية للخروج من أزمة أوطم سنة 1984، لكن مجموعة أخرى من القاعديين ستجتمع لمدارسة “علمية” للكراسة، وخرجت بخلاصة مفادها انحراف الكراسة عن النهج القاعدي، ما دفعها إلى طرح ورقة البرنامج المرحلي سنة 1986 كإجابة عن أزمة أوطم وردا على خط الكراس »ولتدعيم صحة موقفنا من كون “البرنامج” المعلن جاء كرد فعل على برنامج الكراس، لكم أن تقارنوا البرنامجين ومجالات الاختلاف بينهما ومنهجية الرد على النقطة بالنقطة البديلة. تجدر الإشارة إلى أن الكراس كان قد عبر عن قراءة للوضع السياسي طبعها التراجع الواضح فيما يخص المرجعية الماركسية اللينينة كمؤطر نظري وفي تحديده لطبيعة المرحلة -إصلاح أم ثورة- وما يستتبع ذلك من تحديد للمواقف الإصلاحية والتحريفية القديمة سواء فيما يخص التحالفات أو النظرة للإطارات الجماهيرية ولموقع الحركة الطلابية والجامعة كإحدى القلاع الأساسية لتيارات ومنظمات الحملم (الحركة الماركسية اللينينية المغربية)«[1].
  2. ظهور الفاعل الطلابي الإسلامي: مع مطلع التسعينيات سيعرف الطلبة الإسلاميون مدا جماهيريا داخل الجامعة المغربية؛ طلبة العدل والإحسان (1991)، الطلبة التجديديون (1992)، الفعاليات الطلابية (1992)، طلبة الميثاق (1993)، وهو ما سيعتبره البرنامج المرحلي جزءا من الحظر العملي (الحظر الظلامي) الذي تنبغي مواجهته بكل الوسائل حتى لو تطلب الأمر ممارسة العنف[2].
  3. الحظر العملي: بعد فشل/إفشال المؤتمر السابع عشر للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، واشتداد القمع تجاه الطلبة عموما والطلبة القاعديين على وجه الخصوص، »سيقوم طلبة البرنامج المرحلي بتحليل الوضع والوصول إلى نتيجة مفادها: وجود حظر شبيه بالحظر القانوني الذي طال المنظمة عام 1973، لكنه هذه المرة وإن لم يسحب عنه المشروعية القانونية، فإنه تعرض لمنع عملي، أوجب التصدي له بكل استماتة«[3].

إن هذه السياقات ستتضافر مع المرجعية الماركسية اللينينة لإنتاج هؤلاء الطلبة لبرنامج مرحلي تكتيكي (مقابل البرنامج الاستراتيجي المتمثل في قيام الثورة)، سيقوم على ثلاث شعارات أساسية عامة ومبهمة:

– النضال من أجل رفع الحظر العملي عن أوطم.

– مواجهة ما يمكن مواجهته من بنود الإصلاح الجامعي في أفق المواجهة الشاملة.

– مواجهة البيروقراطية[4].

»ورغم التعتيم المضروب على هذا البرنامج، فإن معظم الكتابات حوله، تشير إلى أنه تشخيص عام للواقع السياسي بالمغرب ولواقع الحركة الطلابية المغربية، ويقف البرنامج المرحلي من النظام موقفه الشهير إذ يعتبره لا ديمقراطي، لا شعبي، لا وطني«[5].

هذه المواقف ستنعكس على أهم الشعارات التي صاغها البرنامج المرحلي (المجانية أو الاستشهاد، التسجيل أو إحراق الذات، البرنامج المرحلي هو برنامج الحركة الطلابية..)؛ فالبرنامج المرحلي هو البديل الحقيقي للحركة الطلابية في اعتقاد المنتسبين له.

إن البرنامج المرحلي نفسه سيتعرض لمجموعة من الانشقاقات داخله، ستجعله يوسع من دائرة صراعه مع من سماهم بالتحريفيين في إشارة إلى الخطوط المنبثقة عنه:

»فابتداءً من سنة 1994 ستعرف الانشقاقات تصعيدا في صفوف القاعديين؛ مجموعة البرنامج المحلي 94، البرنامج المحلي 96، مجموعة كوبا، مجموعة مكناس 2006 إلخ.. تخللتها مواجهات دامية أثرت بشكل كبير على “سمعة الطلبة القاعديين”.

وهكذا ستتميز مرحلة أواخر التسعينات إلى الآن بتعدد مجموعات “البرنامج المرحلي” التي تبنت خط الاحتكار للمواقع الجامعية والاستماتة في الدفاع عنها كحصون مغلقة ومحفظة، دون أن تنهج سياسة وحدوية تجاه المجموعات المخالفة سواء من داخل مجموعات “البرنامج المرحلي” أو تجاه التيارات الطلابية الجديدة كالطلبة الثوريين (أنصار الأممية الرابعة) أو التوجه القاعدي (ممثل الخط البروليتاري الماركسي اللينيني داخل الجامعة) وتبنت كذلك خط المزايدات وأسلوب العنف تجاه التيارات المناضلة المخالفة.. من قبيل “المجانية أو الاستشهاد” أو “إحراق الذات” ضدا على رفض تسجيل الطلبة في الجامعة”«[6].

الهوامش:

[1] ل.ع الزروالي، النضال الطلابي القاعدي وأسطورة البرنامج المرحلي، منشور بموقع الحوار المتمدن، العدد 1564، بتاريخ 28-05-2006، على الرابط التالي:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=65912

[2] محمد ضريف، الحركة الطلابية المغربية: قراءة في أزمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب 1956- 1996، منشورات المجلة المغربية لعلم الاجتماع السياسي، الطبعة الأولى، 1996، ص 132.

[3] نفس المرجع، ص 132.

[4]  ميمون المغربي، النهج الديمقراطي القاعدي: نضالات، استشهادات، قرون من السجن، الجزء الثالث، منشور بموقع مركز الدراسات والأبحاث العلمانية بالعالم العربي، بتاريخ 06-10-2009، على الرابط التالي:

http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=186934

[5] دهكون المغربي، مساهمة أولية ومبسطة حول النهج الديمقراطي القاعدي، منشور بموقع الحوار المتمدن، العدد 2683، بتاريخ 20-06-2009، على الرابط التالي:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=175599

[6] الحركة الطلابية المغربية ومنظمتها أوطم، كرونولوجيا النضالات والكفاح المستمر، منشور بموقع الحوار المتمدن، العدد 4310، بتاريخ 19-12-2013، على الرابط التالي:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=391948

تعليقات
تحميل...
%d مدونون معجبون بهذه: