صوت الجامعة المغربية
- الإعلانات -

تعليقا على تصريح وزير الخارجية المغربي..شرعي يكتب: “القضية الفلسطينية قضية وطنية مركزية”

مصعب شرعي- عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التجديد الطلابي

تداولت العديد من المنابر الإعلامية الدولية خبرا مفاده اعتزام أمريكا بضغط من الكيان الصهيوني عرض صفقة “مربحة” على المغرب مضمونها قبول المملكة للتطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل اعتراف أمريكي بمغربية الصحراء. والذي يعلم جهود المغرب الدبلوماسية في السنين الأخيرة، سيحسب العرض إنهاء لمسار مليء بالانتصارات بانتصار كاسح يحل قضية المغرب الأولى ومشكلة التراب الوطني.

لقد صرح وزير الخارجية المغربي في رده على أسئلة البرلمانيين بمجلس المستشارين، ألا نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين، وأن القضية الدبلوماسية المغربية الأولى هي قضية الصحراء المغربية، كما لم يعط إجابة حول ما يروج عن مقايضة تهم الصحراء المغربية. وبغض النظر عن ما أراد وزير الخارجية أن يعنيه من خلال ما صرح به، والذي يظل إلى حد الساعة غير مقلق ما دامت الدولة المغربية لم يصدر منها أي موقف رسمي يدعم ما سمي بصفقة القرن أو تعليق حول هذه “المقايضة”. إلا أنه لا بد أن نشير إلى عدد من النقاط قد تذكرنا بمركزية ووطنية القضية الفلسطينية.

إن تشبتنا كمغاربة بحق وطننا في السيادة على صحرائه ينطلق من وعينا بأن تجزئة وتفتيت الدول لا يخدم الشعوب والأمة الإسلامية، بقدر ما يزيدها ضعفا، والأمثلة على ذلك كثيرة، انطلاقا من معاهدة سايكس – بيكو إلى التي حولت الدول العربية الإسلامية إلى مستعمرات، تحررت عسكريا وتحولت إلى دويلات لم تستطع أن تحقق تنمية ولا ديمقراطية، بقدر ما غرقت في مذاق الاستبداد والاستبلاد، وتهاوت معدلات التنمية فيها وانتهكت حقوق الإنسان وحرياته. إن حلم الأمة الإسلامية القوية هو حلم يراود كل أبنائها، وهو السبيل الوحيد لتشكيل قوة حقيقية. وفلسطين هي بوصلة هذه الأمة باعتبار تحريرها هدف كل مسلم أولا، وكل من يتسم بالإنسانية ثانيا، وتحريرها يقتضي ما أشرنا إليه، أي البحث عن وحدة الأمة بدل فرقتها.

إن قضية فلسطين هي قضية وطنية ومركزية، وفصلها عن قضية الصحراء المغربية انتكاسة وأخلاقية وتبخير حلم التحرر من التبعية.

تعليقات
تحميل...
%d مدونون معجبون بهذه: