صوت الجامعة المغربية
- الإعلانات -

“رحلة الأمل” القصة الحائزة على الرتبة الثالثة بمسابقة حبر الوباء

صنف القصة القصيرة

بقلم: غزلان أبجيج- طالبة بكلية العلوم والتقنيات بطنجة

نورجان فتاة بسيطة تقطن في احد أحياء طنجة الشعبية. عاشت طفولة صعبة بحكم المشاكل المترتبة عن حالة العائلة الفقيرة. كانت أمها مراة طيبة القلب تحب أبنائها و لا تريد شيئا سوى رؤية السعادة في وجوههم. اما الاب فهو اب لا يعرف معنى تحمل المسؤولية فقد كان عاطلا عن العمل ولا يحاول حتى توفير لقمة العيش لأولاده، الامر الذي دفع بالام للبحث عن عمل لاعالة بناتها الثلاث و ابنها الوحيد محمد. كان محمد ابن العشرين من عمره عند ولادة نورجان، لقد كان فتا طائش لا تهمه عائلته، وكان له اصدقاء يتاجرون في المخدرات، فدخل محمد الى هذا العالم لينتهي به الحال مدمنا، ويزيد من هموم عائلته. فاصبح الجو في البيت كجنازة لا تنتهي ايامها، وهنا بدات معركة نورجان مع الحياة، فهي فتاة صغيرة لا تعلم الكثير، لكنها رغم ذلك صبرت لفراق امها الحنون التي تعمل من الفجر حتى العصر، لتعود منهكة لا تريد سوى النوم، لكن هيهات محمد كل يوم في مشكلة جديدة سرقة، نهب، خداع، صراخ، شجار و اخيرا سجن.كانت نورجان تحس بالوحدة و العجز فليس بيدها حيلة. فكانت تفرغ حزنها في الدراسة و تطمح ان تصبح مهندسة و تسعد امها و تساعدها. فكانت دائما من الاوائل، لكن من سيفرح بهذا الانجاز لا احد فابوها لا يهمه امرها و الام أمية لا تعرف معنى الفرحة بعد ان أدمن فلذة كبدها المخدرات. نجحت نورجان في الباكالوريا و كالعادة لم تجد اي اهتمام، لكنها تعودت الذلك، لكن صدمت رفضها وعدم قبولها في اية مدرسة مهندسين كان وقعها كالصاعقة على قلبها، فالشئ الوحيد الذي كانت تطمح له ضاع من بين يديها. كرهت الدنيا فحلمها ضاع، لكن رغم ذلك قررت عدم الاستسلام ، فتقدمت لكلية العلوم وتم قبولها ،فبدات رحلة الإحباطات فهي لم تستطع التاقلم، ومشاكل اخيها كل يوم تكثر و احساسها بالحزن و الوحدة تعمق، فقررت انهاء حياتها فلا شئ جميل في هاته الحياة. لكن شائت الاقدار ان تصاب نورجان بفيروس كورونا. وعندما علمت بمرضها صدمت، وكان احساس الخوف من الموت و التشبت بالحياة طاغيا على تفكيرها. استقبلوها في المشفى بعد ان كانت تعاني من الاختناق و السعال القوي. لكن بسبب مجهودات الاطباء استطاعت نورجان التغلب على مرضها، و الخروج سالمة، معافية. فعادت لعائلتها التي احست و لاول مرت باهتمامهم و خوفهم عليها و حبهم لها. فكانت هذة المحنة التي مرت بها نورجان، منحة من عند الله، لتعيد التفكير في حياتها، و تعلم ان الخير فيما اختاره الله، فعلى الانسان ان يصبر و يتفاءل بالخير فالله يمهل ولا يهمل. فتفائلي يا امة محمد و اعلمي بان الفرج قريب، فان مع العسر يسرا.

تعليقات
تحميل...
%d مدونون معجبون بهذه: